البنوك دوت كوم
بالنسبة للمصريين الذهب سلعة هامة يعتبرونها مخزن للقيمة المالية ومصدر لتقييم الحالة الاجتماعية فكلما زاد ارتداء الذهب دل ذلك على الثراء، وما يحدث في سوق الذهب المحلي هذه الأيام لم يمر به من قبل، فقد ارتبط السوق بالأسعار العالمية طول الوقت وكانت الطفرات السعرية تحدث لمرة واحدة ثم تستقر الأمور.
مع إضطراب سعر الجنيه امام الدولار الذي ادي الي انخفاض حدثت حالة من الهلع ادت الي اللجوء للذهب كمصدر أمن للحفاظ على قيمة العملة ولكن هل هذا هو السبب الوحيد لتجاوز الذهب حدوده السعرية؟
ناجي فرج مستشار وزير التموين لشؤون صناعة الذهب في مصر يرى أن الارتفاع الكبير في سعر الذهب الذي تشهده السوق المصرية حاليا بسبب الإقبال الكبير على عمليات الشراء من جهة، مطالبا المواطنين بالتريث في شراء الذهب خلال الفترة الحالية لحين استقرار الأسعار متوقعا حدوث هدوء نسبي في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة بعد انتهاء كثرة الطلب التي دفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية.
وأضاف أن الكثير من المواطنين يلجأون لشراء الذهب في الوقت الحالي كمدخرات وملاذ آمن وأن الإقبال الكبير على شراء الذهب أدى إلى زيادة الأسعار قائلا: ” أنصح المواطنين الذين ينوون شراء الذهب بالتريث في الوقت الحالي لأن الأسعار ستتراجع بالتأكيد خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن أسعار الذهب حاليا مرتفعة، ولا تعبر عن السعر العادل.وان سبب الاستقرار الحالي هو استقرار سعر الصرف.
ويقول إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن النفيسة ان الدهب شهد تذبذبا حاد خلال الفترات الأخيرة نتيجة اللجوء إليه للحفاظ على قيمة الجنيه وقال إنه حاليا يشهد هبوط ومن أبرز الأسباب التي أدت إلى هبوط أسعار الذهب هي إقدام العديد من المواطنين في مصر ببيع ما يملكون من مشغولات ذهبية، مستغلين بذلك ارتفاع الأسعار الغير مسبوق والمبالغ فيها في المعدن النفيس، وهو ما تسبب إلى زيادة في المعروض السوق، ووجود العديد من المشغولات الذهبية لدى الكثير من التجار وخاصة من محتكري السوق، منوها أن سعر الذهب عيار 21 قد وصل 1710 الان وقبل ذلك كان يلامس الـ ١٩٠٠ جنيها وهي تعتبر زيادة تاريخية.
وقال : أن كافة وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا حيويا في تزايد الطلب أخيرًا، وبالتالي قلة المعروض في بورصة الذهب في مصر بما تسبب في ارتفاع السعر
موضحا أن زيادة الأسعار تأتي نتيجة لمواجهة السوق المحلية لضغوطات، دخول بعض الأفراد والشركات التي تشتري كميات كبيرة من الذهب، أو لغرض التصدير للحصول على دولار من الخارج.
وكشف هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أسباب عدم استقرار سعر الذهب في الأسواق، وارتفاع سعره محليًا ان هناك تذبذبًا في أسعار الذهب بعد الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب أسعار صرف الجنيه مقابل الدولار والذي يؤثر على سعر الذهب في السوق المحلية.
وأضاف أن ارتفاع نسبة الطلبات مقابل العروضات، أحد أسباب ارتفاع سعر الذهب أيضًا، لافتًا إلى أن رفع سعر الفائدة بالبنك الفيدرالي الأمريكي يجعل أصحاب الذهب يقومون ببيع المعدن الأصفر والاستفادة منه بعد وضع قيمته المالية في البنوك؛ والاستفادة بالفائدة المرتفعة؛ الأمر الذي يُساهم في انخفاض سعره عالميًا.
وناشد من يوجد لديه ذهب بالحفاظ عليه وعدم بيعه، لافتًا إلى أن اقتناء الذهب كمدخر يحتفظ بقيمته، ومن الوارد أن يرتفع سعر الذهب مجددًا، وهو أمر قد يحدث عند ارتفاع سعره عالميًا، مشيرًا إلى أن الذهب محليًا محكوم بالسعر الداخلي.
يقول طارق الحسن أحد تجار الذهب إن ما يحدث في السوق في الوقت الحالي لا يمكن وصفه إلا بالـ”جنون”، حيث تتغير الأسعار كل نصف ساعة على الأكثر.
وأوضح أنه على الرغم من الارتفاعات الكبيرة في الأسعار، لكن هناك طلبا كبيرا والسوق لا تستوعب حجم هذا النمو في الطلب ولذلك تقوم الشركات وكبار التجار بزيادة الأسعار بعيداً عن الأسعار العالمية للذهب.