خبراء لـ “البنوك دوت كوم” : مخاوف من أن تتسبب حرب “غزة” فى تعميق جراح أسواق الأسهم العربية ( خاص )
البنوك دوت كوم – محمد ابراهيم:
ما أن تستفيق الأسواق العالمية من الصدمات تأتي صدمة تلو الأخرى تقضي على كل ما تحقق من مكاسب طوال سنوات مضت، وقبل أن تستفيق الأسواق العالمية واقتصاديات العالم من صدمة الحرب الأوكرانية وما خلفته ورائها من تبعات اقتصادية كبيرة أصبحت عائقا وتحديا أمام كبريات الاقتصادات العالمية وحتى الاسواق الناشئة، إلى ان جاءت الحرب فى “غزة” والتي دفعت بما حققته غالبية البورصات لاسيما العربية والخليجية من مكاسب إلى خسائر .
ويرى خبراء تحدثوا إلى “البنوك دوت كوم”، أن تصاعد وتيرة تلك الحرب الدائرة بين اسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” فى فلسطين، ستلقي حتما بظلالها السلبية على اسواق الاسهم العربية، وكذلك الاقتصاديات العربية، بل حتى والعالمية، مؤكدين فى الوقت نفسه أن الخوف بل كل الخوف من أن تتصاعد وتيرة تلك الحرب وتطول مدتها .
الخبراء قالوا إن التأثيرات السلبية لن تطال اسواق الاسهم فقط، وإنما تطال الاقتصاد وأشياء أخرى، وإن كان الاقتصاد الإسرائيلي سيكون هو أكبر الخاسرين والأكثر نزيفاً، فهناك تأثيرات سلبية ستطول إمدادات الغاز، وكذلك العملات، علاوة على ان تلك الحرب ستؤدي إلى رفع أسعار وثائق التأمين ضد العنف والسندات الدولارية علاوة على أن تلك الحرب قد تدفع بالمستثمرين العالميين بالعزوف عن اقتحام اسواق الشرق الاوسط بسبب تلك التوترات .
يقول محمد عثمان خبير التحليل بأسواق المال المصرية، إن اتساع رقعة الحرب فى “غزة” والخوف من أن تخرج عن السيطرة سيتسبب في مخاوف المستثمرين الأجانب، من الصراع في الشرق الأوسط بشكل عام، حيث تراجعت سندات الأردن، التي يحل موعد استحقاقها في 2047، أكبر تراجع بمقدار سنتين، وفقا لبيانات “تريدويب”، فيما هبطت سندات مصر سنتا واحداً، وتراجعت سندات لبنان، الذي يتعثر عن سداد ديونه بنحو 0.7 سنتًا.
وأشار إلى ان عمليات البيع العشوائي التي شهدتها اغلب اسواق الاسهم العربية خلال الأيام الماضية، إنما يعد أمرٌ طبيعيٌ على خلفية الأحداث المشتعلة في المنطقة، بعد عملية طوفان الأقصى، مشيراً إلى أن عمليات بيع المستثمرين الأجانب تأتي نتيجة للمخاوف من استمرار توتر الأوضاع فى المنطقة .
ومن جهته الخبير الاقتصادي محمد عبد الرحيم، إنه من المعروف أن اي توتر سياسي أو اقتصادي فى اي منطقة ما من المتوقع ان يصحبه خروج أموالا ساخنة من الاسواق سواء كانت تلك الأموال فى صورة أسهم أو سندات أو أذون خزانة، مشيرا إلى ان الحرب فى “غزة” طغت بالفعل على أهواء وافكار المستثمرين من كل انحاء العالم، وباتت هناك حالة من القلق، إلا انه وبمجرد إنتهاء تلك الحرب وظهور مؤشرات ايجابية ستتحسن الأمور سريعا.
فيما قال عمرو عبد الله خبير اسواق المال، إن الاسواق العربية وخاصة المصرية ما زالت تتمتع بجاذبيتها وقوتها، وأن تلك الاسواق مازالت هي القبلة الرئيسية للمستثمرين من كل أنحاء العالم، لافتا إلى انه وبمجرد انتهاء الأزمة الحاصلة فى غزة الآن ستعود الأمور الى نصابها، لأن المستثمر لن يتخلى عن الاستثمار علاوة على ان الاسواق العربية والمصرية مغرية وتتمتع بفرص استثمارية واعدة وجيدة للغاية وهو ما يدفع الاجانب من كل انحاء العالم للمجيئ إلى منطقة الشرق الاوسط والاستثمار فيها .
ولفت الى ان عمليات البيع التي شهدتها جميع اسواق الاسهم العربية فى الومين الماضيين ماهو إلا أمر طبيعي، ولكن سرعان ما استعادت الاسواق توازنها مرة أخرى بعد إمتصاص الصدمة الأولى وهي صدمة اندلاع الشرارة الأولى للحرب .