مجتمع المصارف و مسئولية مجتمعية

البنك الأهلى يتصدر البنوك المصرية فى مجال المسئولية المجتمعية

نرمين شهاب الدين فى تصريحات خاصة للبنوك كوم:  8 مليارات جنيه ضخها البنك الأهلى فى 6 سنوات لقطاعات الصحة والتعليم ومكافحة العشوائيات ومساندة المرأة المعيلة وذوى الهمم

فلسفة البنك الأهلى فى المسئولية المجتمعية ترتكز على الوعى بدوره التنموى ورد الجميل للمجتمع

دعم كبير من مجلس الإدارة وقيادات البنك الأهلى لمشروعات التنمية المجتمعية .. وخطط المستقبل ترتبط باحتياجات المجتمع وخطط الدولة للتضامن الإجتماعى

نجلاء ذكرى- البنوك كوم:

“بنك أهل مصر ” .. شعار اقترن بإسم البنك الأهلى ، وهذا الشعار لم يأت من فراغ ، ولكنه نتاج 123 عام منذ نشأته ليكون الملاذ الأمن لمدخرات المصريين، ومستودع أمالهم فى تحقيق حياة كريمة ، ومد يد العون للقطاع الخاص من المشروعات متناهية الصغر وحتى المشروعات الكبرى، إضافة لدوره البارز فى تمويل المشروعات العملاقة ليكون أيضا يد الدولة فى تحقيق التنمية الشاملة.

وعلى امتداد تاريخه كان البنك الأهلى سندا للطبقات الفقيرة والمحرومة ومحدودة الدخل، وشيد مؤسسته للتنمية المجتمعية واستودعها فى أيد أمينة وخبراء مشهود لهم بالكفاءة والرغبة فى مد يد العون لكل القطاعات، يساند ذلك مجلس إدارة قوى يعطى لمجال المسئولية المجتمعية كل الدعم المادى والبشرى ليكون البنك الأهلى بحق بنك أهل مصر متصدرا البنوك المصرية فى مجال المسئولية المجتمعية.

وللوقوف على دور البنك الاهلى فى هذا المجال كان هذا الحوار الخاص مع المسئولة عن هذا الملف مع فريق عريض من أبناء البنك الأهلى نرمين شهاب الدين رئيس قطاع التسويق والإتصال المؤسسى وبرامج دعم وتنمية المجتمع  حول دور البنك الاهلى وفلسفته فى مجال المسئولية المجتمعية.

. بداية يرصد البنك الاهلى سنويا مبالغ كبيرة لخدمة المجتمع وتحقيق دوره فى المسئولية المجتمعية .. هل يمكن توضيح حجم هذا الإنفاق والمجالات التى يذهب إليها؟

.. نرمين شهاب الدين :” بلغ اجمالى مساهمات البنك الأهلى المصرى فى السنوات الست الأخيرة أكثر من 8 مليارات جنيه تنوعت بين مختلف القطاعات الصحية والتعليمية ومكافحة العشوائيات إضافة الى دعم المرأة المعيلة ومساعدة ذوي الهمم فى الدمج مع اقرانهم بالمجتمع، كما يمتد ملف المسئولية المجتمعية بالبنك ليشمل سداد ديون الغارمات وتوفير مشروعات مولدة للدخل لهم، وهى المساهمات التى يتم تنفيذها بمفهوم التنمية المستدامة.

. للبنك الأهلى المصرى فلسفة خاصة فى ملف المسئولية المجتمعية.. منذ متى بدأت ؟ وما هى أهدافها؟

.. البنك الأهلى منذ تأسيسه منذ أكثر من 123 عام وهو يدرك تماما أهمية دوره فى دعم المجتمع فى وقت لم يكون مفهوم المسئولية المجتمعية متعارف عليه كمفهوم إقتصادى بين مؤسسات المجتمع، فقد بدأ البنك فى إدراك إحتياجات المجتمع تبعا للظروف التي يمر بها ، وهذا المبدأ هو أساس نجاح البنك فى المسئولية المجتمعية عبر سنوات عمره، فحين احتاج الفلاحون الى قروض لتيسير أعمالهم ودعم القطاع الزراعى، كان البنك الأهلى هو اول من منح الفلاحين قروضا زراعية ساهمت فى نهضة الزراعة فى مصر بنهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وحين ضرب العدوان الثلاثى مصر بادر البنك بالتبرع للهلال الأحمر المصرى لنجدة متضررى مدن القناة، وفي الأحداث التى شهدتها مصر وتضرر منها المواطنون مثل السيول وحادثة قطار الصعيد فى تسعينيات القرن الماضى، دعم البنك بشكل فورى المتضررين لتقليل حجم الخسائر.

وحين دخلت البلاد مرحلة التنمية، كان البنك الأهلى من أكثر الداعمين للدولة فى تنفيذ خطط التنمية فى أهم القطاعات الحيوية كالقطاع الصحى، والتعليم، ومكافحة العشوائيات، ودعم المرأة المعيلة، ومساندة ذوى الهمم للاندماج فى المجتمع.

بشكل عام.. هذه هي فلسفة البنك المتمثلة في دراسة مستفيضة لاحتياجات المجتمع في كل مرحلة يمر بها من أجل الوصول الى التأثير الإيجابى الأفضل لتلك المساهمات، ويعتمد البنك على فلسفة مهمة وهى أن ما تمنحه للمجتمع يحقق التنمية التى تزيد من سعة السوق وتحقق الشمول المالى، وتربط المجتمع ككل بالبنوك بما يسهم فى زيادة المدخرات المحلية التى هى الوعاء الأول للإستثمار. ومن هنا كان البنك الأهلى المصرى هو الأكثر اسهاما وتأثيرا فى كل هذه الملفات.

. مفهوم المسئولية المجتمعية مفهوم حديث قائم على دور المؤسسات الإقتصادية فى دعم المجتمع .. فكيف ترين دور البنك الأهلى فى هذا الإطار؟

.. فى كل دول العالم، كل منظمات العمل المدنى مسئولة عن دعم مجتمعاتها، وهو الدور الذي لابد وألا تغفل عنه أى مؤسسة إقتصادية، سأعطيك مثال لذلك ، كيف يمكن لبنك أن ينمو داخل مجتمع يعانى من الفقر أو الأمية؟ بالتأكيد على المؤسسات الإقتصادية دور فى دعم المجتمع وهو ما يعنى المسئولية التضامنية للقطاعين العام والخاص فى تحويل المجتمع للأفضل ، وهذا فى حد ذاته يوسع من حجم الأسواق، ويعود بالنفع على المؤسسات الإقتصادية ذاتها، لو أن المصانع تنتج بكامل طاقتها ولا يوجد من يشترى هذا الإنتاج فكيف ستستمر دورة رأس المال؟، فالمسئولية المجتمعية هى دور قومى يقع على عاتق الجميع، فكلنا فى قارب واحد فى هذه الحياة، لا يعنى ذلك حدود الدول فقط بل تمتد للعالمية، سأعطيل مثال أخر أوسع فى مضمونه ، العالم كله يعقد مؤتمرات المناخ وحماية البيئة لأن ما يحدث من تلوث فى دولة ما ينتقل للعالم أجمع، ومن هنا المسئولية المجتمعية تضامنية، وكلما زاد حجم المؤسسة زاد معه الدور الذي يجب ان تقوم به، وهو ما نسميه رد الجميل للمجتمع الذى وثق فى المؤسسة.

. السؤال الذى قد يتبادر إلى ذهن البعض، أن البنوك مؤسسات إقتصادية هادفة للربح ، وتعتمد على توظيف مدخرات الناس فى مشروعات ربحية، فكيف يتم دمج المسئولية المجتمعية مع أعمال البنك، خاصة فى ضوء أن البنك الأهلى المصرى مؤسسة اقتصادية فى المقام الأول؟

.. البنك بحكم طبيعة نشاطه يهدف بشكل عام الى تفعيل الشمول المالى فهو أحد أهم الأهداف والاستراتيجيات التي ينفذها البنك بخطط مدروسة، وعند تفعيلنا لبرامج المسئولية المجتمعية يتم دمج الشمول المالى بشكل أساسى فى تلك البرامج من خلال شراكات مع المؤسسات التى يدعمها البنك سواء كانت مؤسسات صحية أو تعليمية وحتى فى الأحياء التى يتولى البنك تطويرها يتم اتاحة مقار للبنك بها لتقديم الخدمات المصرفية لقاطنيها، وكذا فى المستشفيات أو الجامعات التى يتعاون معها البنك، يتم ادراج الخدمات المصرفية مثل خدمات تحويل مرتبات العاملين بتلك الجهات، وتفعيل خدمات السداد الإلكترونية لمختلف المتحصلات، وكذا نشر ثقافة التعامل بمختلف أنواع البطاقات وكل ما يخدم الشمول المالى واستقطاب مزيد من العملاء للإنضمام للقطاع المصرفى الرسمى وهو التوجه الذى يوليه البنك المركزى أهمية قصوى ويوفر له كافة سبل الدعم. إن الشمول المالى ليس مجرد مصطلح ولكنه يعنى دمج المجتمع ككل فى منظومة نقدية واحدة ، وهى خطوة مهمة لدمج الإقتصاد غير الرسمى ليظهر للعلن، وكما قال الأستاذ هشام عكاشة رئيس البنك الأهلى فى أكثر من تصريح أن دمج القطاع غير الرسمى يعنى مضاعفة المؤشرات الإقتصادية لمصر بما يرفع من الجدارة الإئتمانية لمصر بكل ما يعنيه ذلك من أثار إيجابية.

. للبنك الأهلى المصرى دور رائد فى نشر الوعى بالثقافة المصرفية.. نريد القاء مزيد من الضوء على هذا الملف؟

.. منذ نشأة البنك الأهلي أواخر القرن التاسع عشر وهو مدرك لدوره التثقيفي خاصة بشأن نشر الوعى المصرفى لدى عموم الجماهير، واستمر هذا الدور مع البنك فى مختلف سنوات عمره، وكان من أحد أهم المشروعات الناجحة التى طبقها البنك في ستينات القرن الماضى هو مشروع بنك المدرسة الذي استهدف به البنك تلاميذ المدارس بحيث يتم نشر معنى ” بنك ” ووظيفته وأهمية تواجد بنك فى حياتهم ، بما خلق لدى هؤلاء التلاميذ انتماء وولاء للبنك الأهلى المصرى وحقق نجاحا ملحوظا ، وكان بالفعل هو تطبيق مبكر لمفهوم الشمول المالى، ويستمر البنك فى الاضطلاع بهذا الدور حتى الأن، ففى المدارس التى يتدخل البنك لتطويرها، يتم الاستعانة بماكينات الصارف الألى المتنقلة بهدف تعليم الطلبة كيفية التعامل معها في الحصول على الخدمات المصرفية ، إضافة الى اصدار بطاقات مسبقة الدفع لهؤلاء التلاميذ يتم إيداع مصروفهم فيه وسحبه من الماكينات فى خطوة فعلية لتعويدهم على التعامل اليومى معها، وهو ما يخلق جيل جديد يدرك أهمية البنوك فى حياتهم.

. دور البنك الأهلى المصرى في دعم القطاع الصحى دور بارز، هل يمكن إلقاء الضوء على هذا الدور؟

.. القطاع الصحى من القطاعات المهمة والصعبة في نفس الوقت لأنه مرتبط بشكل مباشر بحياة وصحة المصريين والتى توليها الدولة اولوية وتدرجه ضمن خطط التنمية ورؤية مصر 2030، والتخطيط الجيد هو عنصر النجاح فى هذا الملف لأنه يتيح لنا الاستفادة من الامكانات التى يمكن توفيرها لخدمة أكثر من مستشفى او مركز طبى بحيث يحقق استفادة لأكبر قدر من المرضى، وهنا يأتى التأثير المرجو الذى نسعى اليه دائما سواء من خلال التخطيط الجيد أو المتابعة الدقيقة والمستمرة.

وقد وصلت مساهمات البنك في هذا المجال الى ما يزيد عن 2.8 مليار جنيه حيث يتم التعاون مع مختلف المستشفيات التعليمية بانحاء الجمهورية وعلى سبيل المثال، تم تطوير جناح العمليات في مستشفى الدمرداش ومستشفى عين شمس التخصصي بنظام الكبسولة وتطوير قسم رعاية القلب والصدر بالإضافة الى انشاء وحدة الاكمو في قصر العينى والمساهمة فى توفير اجهزة التنفس الصناعى فى مستشفى قصر العينى الفرنساوى بالإضافة الى شراء أجهزة أشعة مقطعية لوزارة الصحة، وتجهيز مستشفى للعزل مع مؤسسة أهل مصر للتنمية، ومستشفى للعزل فى مستشفى العبور التابعة لمستشفيات جامعة عين شمس وغيرها من الشراكات الناجحة.

. ما هى المساهمات التي قدمها البنك خلال أزمة “كوفيد 19″؟

.. إجمالى مساهماتنا في هذا الملف تجاوزت 800 مليون جنيه وجهها البنك بمبادرات سريعة لمساندة المتضررين سواء المصابين بالفيروس أو من تأثرت أعمالهم بالكساد خلال تلك الفترات ومنهم العمالة اليومية وطبعا كان هناك دعم واضح للمبادرات العاجلة التي قام بها كل من البنك المركزى واتحاد بنوك مصر لأن السرعة فى التنفيذ احدثت فارق كبير مع كل متضرر.

. لا يختلف إثنان على أن التعليم هو مفتاح القوة والمستقبل لأى دولة، وفى مصر التعليم يحتاج إلى طفرة، على الرغم من جهود الدولة المستمرة فى هذا المجال، فهل هناك دور للبنك الأهلى  فى دعم التعليم ؟

.. لا يخفى على أحد أن التعليم هو أحد أهم عناصر التنمية ولا يمكن تنفيذ خطط النمو إلا بتعليم جيد لائق بشعب مصر، ومن هنا كان اهتمامنا بهذا الملف والذى لا يقتصر على تطوير المبانى والأجهزة والأثاث وإنما يمتد أكثر الى الاهتمام بالعنصر البشرى وتطويره، من خلال حرص البنك تقديم الدعم الاجتماعى والنفسى للطلبة وللمعلمين على حد سواء، إضافة الى الرعاية الرياضية لخلق جيل متوازن، وهو ما يتضح من خلال البرامج التي يطبقها البنك على المدارس التي يبدأ في تطويرها، وهذا الملف بالطبع يستلزم زيارات متكررة للمدارس سواء قبل البدء فى تطويرها أو بعد ذلك للتعرف عن قرب على احتياجات تلاميذ المدارس وكذا شعورهم بعد استلام مدارسهم بشكلها الجديد المتطور، كما نعمل بشكل كبير على اشعار التلاميذ بالانتماء لمدارسهم، وإنهم مسئولون عن الحفاظ عليها وتركها بحالة جيدة للجيل الذي سيأتي بعدهم، وهى خطوة هامة لتنمية الانتماء لديهم ، وهو ما جعل مساهماتنا في دعم العملية التعليمية يزيد عن المليار جنيه ، تم خلالها تطوير 42 مدرسة حكومية وتقديم المنح الدراسية للطلبة المتفوقين في جامعة زويل والجامعات الأهلية.

. منذ بدء توليه المسئولية يخص الرئيس السيسى تطوير العشوائيات باهتمام كبير، والبنك الاهلى كان من أهم المؤسسات التى ساهمت فى هذا الملف .. فما هى رؤية البنك لمعالجة العشوائيات؟

.. هو بالطبع ملف لا يقل خطورة عن كل ملفات المسئولية المجتمعية التي يساهم فيها البنك لأن العشوائيات هى قنبلة موقوتة قد لا يمكن السيطرة عليها إذا تركت دون تطوير، وفى هذا الملف نتدخل بشكل شامل بعد دراسة طبيعة المنطقة التى تحتاج للتطوير، بدءا من البنية التحتية وبعدها المبانى السكنية ثم تطوير او انشاء المدارس، ويمتد دورنا في احيان كثيرة الى انشاء مقار أو وحدات مصرفية للبنك داخل المنطقة، مع توفير مشروعات مولدة للدخل لأهالى تلك المناطق، بحيث تتحول المنطقة العشوائية إلى مجتمع سكنى متكامل ومتطور بأفضل معايير تليق باهل مصر.

من أهم مشروعات البنك في هذا المجال هو مشروع قرى البنك الأهلى المصرى الذي تم من خلاله تطوير 17 قرية حتى الأن من خلال تطوير متكامل للبنية التحتية والمساكن والمدارس والوحدات الصحية مع توفير مشروعات موفرة للدخل بها.

وخير دليل على مساهمات البنك في تطوير العشوائيات نراه في نموذج المجتمع الحضارى بغيط العنب وكذا في أهالينا بحى السلام وحى الأسمرات الذى يضم نموذج تشغيلى وتدريبى متكامل لأهل المنطقة ساهم فى توفير حياة متكاملة ومصدر دخل لقاطنيه يضمن لهم الإستقلالية الكاملة.

وقد وصلت مساهماتنا في هذا الملف الى ما يزيد عن 4مليارات جنيه .

. الغارمات وجع فى قلوب العديد من الأسر المصرية .. كيف تعاملتم مع ملف سداد ديون الغارمات؟

.. من الملفات شديدة الحساسية والذى توليه الإدارة السياسية اهتماما بالغا ضمن ملف تمكين المرأة، اضافة الى أنه أحد أسباب الحفاظ على الكيان المترابط للعديد من الأسر لأن المرأة هى عصب الأسرة، وتعرضها لتجربة السجن بسبب ديون أو ضمان لدين، لابد وان يدمر أسر واطفال، ومن هنا كان تركيزنا بشكل متنامى على هذا الملف سواء من خلال الجمعية الخيرية للبنك أو مساهمات من العاملين الذين يشعروا بمسئولياتهم تجاه المجتمع.

في هذا الملف يبدأ البنك فى دراسة حالات الغارمات طبقا لمعايير واضحة، ولا ينتهى دور البنك عند مرحلة سداد دين الغارمات، وإنما يمتد لتوفير مشروعات مولدة للدخل تتناسب مع امكاناتهم تضمن لهم الاستمرار في الحصول على ربح متواصل دون الحاجة الى الاستدانة والدخول في دوامة الدين مرة أخرى، ومن
أفضل الأمثلة على الاهتمام بهذا الملف هو ما قدمه البنك لسيدات “بئر العبد” بشمال سيناء عقب الاعتداء الإرهابى الغاشم الذى تعرضت له القرية، حيث حرص البنك على الإستفادة من الحرف اليدوية التراثية التى تجيدها سيدات القرية فى تصنيع منتجات متميزة وتسويقها من أجل تحقيق مجتمع انتاجى متكامل.

وقد نجح البنك في فك كرب ما يزيد عن 9000 غارم وغارمة

. الثقافة والفنون هى روح الشعوب ، وهى القوى الناعمة التى تصدرها للخارج فى دور أعمق وأكثر تأثيرا من العلاقات الدبلوماسية بين الدول، فهى علاقات بين الشعوب  .. وللأسف تم إهمال هذا الملف طويلا ولكن البنك الأهلى مدرك لقوة الثقافة فى تحقيق التنمية فماذا قدم البنك فى هذا المجال؟

.. دور البنك في دعم الثقافة ممتد منذ نشأة البنك الذى لم يغفل عبر سنوات عمره الممتدة الاهتمام بدوره الثقافى وهو الحفاظ على التراث التاريخى والحضارى والثقافى لمصر، ويتضح ذلك من خلال رعاية البنك لمشروعات تطوير بعض المواقع الأثرية فى ضوء ما تتمتع به مصر من حضارة عظيمة وإرث تاريخي يجذب السائحين من مختلف أنحاء العالم، لذا كان من الضرورى إعادة جذب الإنتباه لمعالم الحضارة المصرية بالتعاون مع وزارة الآثار التي تتبنى خطة طموحة شاملة ضمن منظومة تطوير كل المناطق الأثرية في مصر من أجل ظهور معالم مصر السياحية بمكانتها المتميزة والفريدة والتي ستنعكس بشكل كبير على دفع حركة السياحة وانعاش الاقتصاد القومي بعوائد تلك الصناعة المهمة.

وحرص البنك على رعاية الإصدار الجديد من موسوعة وصف مصر التي توثق لمراحل مختلفة ومحطات في التاريخ المصري وحياة المصريين بهدف تعريف الأجيال الجديدة هذا التاريخ وإعادة احياء أهم تلك المحطات.

وكان للبنك دور فى رعاية الاعلان عن كشفين اثريين بمنطقة سقارة حيث تم الكشف لاول مرة عن توابيت ومومياوات نادرة بمنطقة جبانة الحيوانات بسقارة فى حفل شهدته وسائل الإعلام العالمية، واعادت الأنظار إلى الحضارة الأقدم فى تاريخ البشرية، ولأول مرة خلال تلك الإكتشافات تم اجراء أشعة مقطعية على الهواء لاحدى المومياوات للتعرف على تفاصيل حياة صاحبها ووفاته.

كما سبق للبنك الأهلى المصرى أن قام بتطوير كوبرى قصر النيل بمحافظة القاهرة، كما ساهم في ترميم الآثار بالمتحف المصرى الكبير، بالإضافة إلى المشاركة فى مشروع تطوير القاهرة الخديوية، وتطوير وتجميل واجهات مجمع التحرير وكل من ميدان «طلعت حرب، ومحمد فريد »، والمساهمة في إنشاء ممشى «أهل مصر» على البر الشرقى لنهر النيل فى المسافة بين كوبرى 15 مايو وكوبرى إمبابة بطول كيلومترين، وإنشاء مرسى عائم للمراكب النيلية أمام المركز الرئيسى للبنك بحي بولاق أبو العلا، فضلًا عن قيام البنك بتطوير كوبرى الجلاء واعادة المظهر الحضارى إليه، وكذا المبادرة بإنشاء كوبرى علوى لعبور المشاة فى منطقتى كورنيش أبو العلا وكورنيش دار السلام، لتوفير بديل حضارى آمن لتسهيل عبور المواطنين ، اضافة الى التطوير المستمر لأكاديمية الفنون.

. نصل للنقطة الأخيرة فى هذا الحوار.. ما هى استراتيجية البنك المستقبلية في دعم برامج التنمية المجتمعية؟

.. يضع البنك دائما خططا متباينة المدى للنهوض بمختلف مجالات المسئولية المجتمعية، إلا إن هذا المجال يتطلب دائما المرونة فى اتخاذ قرارات المساهمة بحيث يتماشى مع احتياجات المجتمع ويلبيها في التوقيت المناسب وهو ما ظهر جليا خلال أزمة كورونا التي بادر فيها البنك المركزي باطلاق العديد من المبادرات لدعم المواطن والمتضررين من الازمة ، وكان البنك الأهلي المصرى أول من بادر بالتحرك سريعا لدعم كافة القطاعات المتضررة من الأزمة، فالمسئولية المجتمعية هي إحساس بالمجتمع والمواطن قبل اية اعتبارات أخرى، ومعيار وضع الخطط المستقبلية هو فى الأساس ينبع من تطور احتياجات المجتمع. ودور البنك الأهلى فى هذا المجال لم يكن ليخرج للنور بهذه القوة إلا بدعم قوى من مجلس إدارة البنك الأهلى وقياداته التى تعطى لهذا الملف الأولوية الكاملة، ليكون البنك الأهلى بحق “بنك أهل مصر”.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى