مقالات

بطولات فى الظل

بقلم- مصباح قطب:

قلت فى التليفزيون المصرى أكثر من مرة خلال أحداث يناير ٢٠١١ وما بعده ان محافظ البنك المركزى هو بمثابة وزير الدفاع النقدى فى البلاد ، إدراكا منى بأهمية الدور الذى يلعبه البنك المركزى والجهاز المصرفى كله فى ترسيخ الاستقرار الاقتصادى والاجتماعى فى اى بلد . وتزداد أهمية وخطورة هذا الدور فى ازمان الازمات المالية أو السياسة أو الأمنية أو غيرها.

رأينا كيف تخطى جهازنا المصرفى الايام العصيبة فى ٢٠١١بحنكة ومسئولية ما جرى وهناك قصص كثيرة لم تكتب بعد عما قام به المركزى وسيدات ورجال البنوك والعاملين بها فى تلك الأوقات القاسية وهى بطولات بالمعنى الكامل للكلمة.

لم يكن جديدا على جهازنا المصرفى أن يواجه مأزق صعبة عالمية لها تأثير على الداخل أو محلية ويتخطاها بنجاح لكن تبقى لنجاحاته فى خضم احداث يناير الرهيبة مكانة خاصة.

تذكرت كل ذلك وأنا سهران إلى ما بعد العاشرة مساء الخميس ٢٦ سبتمبر فى عملى وإذ بأحد الزملاء يقول لى: انت يعنى مش خايف من بكرة اى من الجمعة التى يقول محترفو التدجيل على الناس خدمة لمصالح أجنبية أنهم سيشعلون البلاد نارا؟ ، فقلت له سأعطيك مثالا واحدا على حال بلدنا وأهلها .

هل شهدت اليوم والى هذه الساعة من الليل تزاحما غير عادى على البنوك أو ماكيناتها ؟ وهل بلغك فى اى وقت أن أحدا ذهب لسحب امو ال من فرع أو ماكينة ولم يجد؟ .

لن احدثك عن وعى الناس و خوفهم على بلدهم وتفريقهم بين الوطنى المدافع عن بلده والحالم بازدهارها سياسيا. اقتصاديا. اجتماعيا وحضاريا بين المتاجرين بالاديان والأوطان ولكن احدثك عن حارس امين لا نشعر بدوره إلا فى المحن وقد أثبت دوما أنه لها أنه بنوك مصر ورقيبها: المركزى.

كل عام وانتم بخير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى