بقلم – نجلاء ذكرى:
ماذا يحدث فى مصر؟ قد يعتقد البعض أن هذا السؤال نتيجة تلك المخاطر الكبيرة التى تحيط بنا شرقا وغربا وجنوبا، شرقا فى سيناء مع جحافل الإرهاب، وغربا مع تركيا فى ليبيا، وجنوبا مع إثيوبيا وسد النهضة، إضافة إلى وباء عالمى يهدد إقتصاد العالم أجمع، ولكن فى حقيقة الأمر أن هذا السؤال يعكس الدهشة الكبيرة من أن مصر تواجه كل هذه التحديات واقتصادها ينمو بشكل متسارع، ومشروعاتها العملاقة تسير فى ثقة وثبات وكأننا فى أكثر الأوقات هدوءا ودعة وراحة.
مصر منذ ثورة 30 يونيو ، وتحت قيادة الرئيس السيسى تعمل وفق منهج جديد بدأ ” بأعدوا لهم ما استطعتم من قوة “، واستمر بمشروع تنموى عملاق يسير بوتيرة متسارعة فى كافة مجالات الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية.
فمن المتوقع والمنطقى ـ كما يخطط أعداء مصر ـ فى ظل ما سبق من تحديات أن ندع الإقتصاد جانبا، وتبرد حماستنا للمشروعات التى بدأناها، ونتعثر فى طريق البناء، ولكن العكس ما يحدث ، مشروعات عملاقة فى البنية الأساسية، إهتمام بمشكلات التعليم والصحة، شبكة حماية إجتماعية غير مسبوقة، تعامل فورى وواقعى لازالة العشوائيات وكل ما يعوق تقدمنا وانطلاقنا حتى فى مشكلات المرور، تعاون دولى غير مسبوق فى مختلف المجالات، إقتصاد قوى يلبى احتياجات السوق المحلية بهدوء وسلاسة، مواجهة وحصار قوى لمرض كورونا ،
نجاح باهر للسياسة النقدية ليس أدل عليه من تقرير “بلومبرج” الأخير الذى وصف الجنيه المصرى بالأقوى بين جميع عملات الأسواق الناشئة حيث اقتصر التراجع فى قيمة الجنيه أمام الدولار منذ بداية العام وحتى الأن لأقل من 1% تحديدا 0.89% ، مقابل تراجعات فى عملات أخرى ما بين 10 إلى 20%. وأرجع التقرير هذه القوة للإحتياطى الضخم الذى نجح البنك المركزى فى تكوينه، والذى بلغ قى مطلع العام أكثر من 45 مليار دولار.
فى ذات الوقت تواجه مصر تحدياتها الخطيرة عبر دبلوماسية هادئة وقوية ومدروسة بعناية وصلت إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة فى رسالة للعالم بأن ما تواجهه مصر يؤثر تأثيرا بالغا بأمنها القومى ، ويمس حياة ووجود مواطنيها.
مصر تمر بأخطر فترة فى تاريخها الحديث، وليس صدفة أن يختار الله لمصر قيادة حالية قادرة على إدارة دفة الأمور بحكمة، وقوة، وإرادة صلبة، وعزم لا يلين. وحان الوقت ليكون الشعب والجبهة الداخلية على ذات الدرجة من الوعى بهذه المخاطر والإستعداد لها، وهذا دور الإعلام الوطنى المستنير … حفظ الله مصر.