بقلم – نجلاء ذكري:
كانت تطوف بالكعبة في عمرة اصرت عليها رغم زحام عمرة رمضان … جلست في في صحن المكان قبالة الكعبة تملء قلبها وعينيها منها … تطوف وتدعو تصلي فتطيل السجود .. تودع المكان بروح تتوق الي خالقها … تدعو حتي يتعب صوتها فتظل تدعو في صمت وكأنها تري في الغيب حلاوة اللقاء بالمحبوب.
عادت لبيتها في القاهرة مفعمة بهذه النشوة التي عطرت أيامها وكان الافطار الجماعي للبنك فالتقت بالجميع صغير وكبير بادلتهم الضحكات والتهاني بالشهر الكريم وهي تشعر بهذا الشوق الجارف لكل منهم وهذا النشاط والاقبال علي الحياة . حرصت علي اداء عمل البنك من منزلها يومي الاربعاء والخميس وقبل الافطار ختمت القرآن قبل منتصف الشهر علي امل ان تختمه للمرة الثانية في تمامه.
اتصلت بالابناء للإطمئنان عليهم وتناولت افطارها ودخلت لتنال قسطا من الراحة في فراشها .
اتصل بها الابناء للاطمئنان عليها ولما لم يجدوا منها ردا ذهبوا الي البيت وجدوها نائمة كاليمامة مبتسمة في غرفتها وفوق فراشها وكأنها أخذت كل كفايتها من الدنيا ورحلت في هدوء كما كانت تعيش الحياة في هدوء.
ميرفت سلطان ملائكية الوجه المبتسمة دائما الخلوقة المحبة لكل الناس .. رحلت في عشر المغفرة وقد ادركتها عشر الرحمة من الشهر الفضيل … عملت بجهد وكد ليصل البنك في رئاستها لأعلي المراتب بعد ان غيرت فيه كل شئ للأفضل .. هكذا ترحل الملائكة ولا نملك الا الدعاء لأنفسنا بالصبر علي فراق من يجعلون الحياة افضل وأجمل.
نجلاء ذكري