مقال رئيس التحرير

تعويم الجنيه .. نكته كل يوم!

البنوك دوت كوم:

سمعت اخر خبر .. هيعوموا الجنيه تاني ..ياراجل ! وحياتك فيه تعويم جديد..
حديث كل يوم والعجيب ان عملية التعويم بدأت منذ عقود ولكنه تعويم مع ايقاف التنفيذ .. يعني مثل شخص يفتح صنبور المياه قليلا ثم يغلقه ليعيد فتحه مع كمية اكبر من المياه في كل مرة .
نعم هناك لغز كبير اسمه التعويم المدار .. وعلي الرغم من ان قانون البنك المركزي والبنوك الحالي يؤكد ان مهمة البنك المركزي هي مكافحة التضخم وليس سعر الصرف الا ان ضغوط السياسة المالية دائما “تعمل فرملة ” لسعر الصرف في البنوك والمعلن من البنك المركزي الذي اصبح بين نارين ..نار التضخم ونار سعر الصرف.

المسألة باختصار ان السعر المعلن بالبنوك لم يعد السعر الحقيقي ولا سعر السوق السوداء ايضا بالتأكيد ليس حقيقيا ولكنه يعكس امر واحد ان البنوك لم تعد قادرة علي توفير دولار الاستيراد وبالتالي يتم اللجوء للسوق السوداء.

الجديد في الموضوع ان السوق السوداء انتقلت من داخل مصر وبنوكها الي خارج مصر بمعني ان يتم شراء دولار او ريال او درهم العاملين المصريين بالخليج ويتم ايداعه في حسابات بنكية خارج مصر في ذات الوقت يتم تحويل لحظي من بنك مصري محلي لبنك من تم الشراء منه في الخارج .. هذه العملية سليمة وقانونية ولا تشوبها اي شائبة والاهم انه لا يمكن ملاحقتها او تجريمها وربما يفسر ذلك التراجع بنسبة تقترب من ال ٣٠٪؜ في تحويلات المصريين بالخارج في الربع الاول من العام المالي الجاري.

هذا عن دولار الخارج اما دولار الداخل هو ايضا يتم التعامل عليه بفارق تخطي العشرين جنيه حاليا والسبب هو جمود سعر صرف الجنيه امام الدولار بالبنوك.

لو ان البنك المركزي تخلي عن فكرة الدولار المدار واعطي البنوك حرية تحديد سعر الصرف الجاذب للدولار داخل البنوك لما وصلنا للحالة التي نحن عليها اليوم.

اعتقد ان البنك المركزي سيصدر قريبا جدا قرارات جديدة من شآنها جذب الدولار لداخل البنوك ولعل الاتفاق الجديد مع صندوق النقد الدولي والتمويلات الجديدة من المؤسسات الدولية والاستثمار الاجنبي عبر بيع بعض الاصول كل هذا يمثل وسادة مريحة ليضع البنك المركزي حدا للسوق السوداء والمضاربين .

البنك المركزي لديه ادوات كثيرة قادرة علي فرض سعر صرف واقعي وعادل للجنيه امام الدولار فقط نحتاج الي تفهم السياسة المالية لضرورة هذه الاجراءات وان القضاء علي السوق السوداء للعملة والتوصل لسعر صرف حقيقي هو الطريق الوحيد لاصلاح الاوضاع المالية والنقدية معا.

نجلاء ذكري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى