بنوكعالمية

من نيويورك إلى طوكيو .. شبح أزمة مصرفية تلوح فى الأفق بسبب القطاع العقاري بأميركا

البنوك دوت كوم – محمد ابراهيم :

أزمة ليست محصورة على البنوك الأمريكية فقط، وإنما قد تمتد إلى العديد من بنوك أوروبا وحتى البنوك فى اليابانية، إنها شبح أزمة مصرفية تلوح فى الأفق بسبب القطاع العقاري فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما تناولته العديد من التقارير الاقتصادية العالمية فى عددا من وسائل الاعلام والشبكات الاقتصادية .
“بنك نيويورك كوميونتي بانكورب” :
بنك “نيويورك كوميونتي بانكورب” الامريكي، كان عمليا هو البنك المنقذ فى بداية العام الماضي 2023، لأنه استحوذ على أصول “سيجنتشر بنك” الذي اشهر افلاسه فى العام الماضي على اثر أزمة مصرفية عابرة تم علاجها سريها فى امريكا، فقد استحوذ على اصول قيمتها 38 مليار دولار، واليوم أصبح البنك المنقذ “نيويورك كومنيوتي بانكورب” فى أزمة بل فى ورطة، فالبنك سجل خسائر قيمتها 252 مليار دولار عن نتائج الربع الرابع ووضع مخصصات بحوالي 552 مليون دولار فى الربع الرابع من 62 مليون دولار فقط كان قد وضعها فى الربع الثالث من العام.
وقال البنك إن هذه المخصصات بسبب الإنكشاف على القطاع العقاري التجاري فى امريكا، عن أبنية يتم تأجيرها كمكاسب، وتعد المشكلة الرئيسية لهذا القطاع بالتحديد أنه وبعد أزمة كورونا كان التوجه اكبر نحو العمل من المنزل وبالتاي من دفع الثمن هذه المكاسب التجارية والأبنية التجارية التي تراجعت قيمتها بنحو كبير للغاية ، مع تراجع الطلب عليها .
وسجل بنك “نيويورك كومنيوتي بانكورب”، خسائر معدلة بنحو 185 مليون دولار، كما شهدت التوزيعات للارباح تراجعا كبيرا بحوالي 70% علاوة على ان البنك عمل على زيادة الاحتياطات لتعزيز الميزانية العمومية .
المخاوف إزدادت مؤخرا من ان ينتقل الإنكشاف على القطاع العقاري بأمريكا الى بنوك أخرى، وفى تقرير لوكالة التصنيف العالمية “موديز”، قالت انها تضع البنك تحت المراجعة لاحتمالية خفض التصنيف، إذ أن نحو 8.2 % من القروض السكنية لدى البنك تشهد مخاطر التخلف عن السداد، لأن هذا القطاع بات ضعيف، كما أن السهم والمستثمرين شعروا بهذا التأثر مما انعكس بالسلب على سهم البنك فى البورصة الامريكية ليسجل اكبر هبوط لسهم البنك فى 23 سنة.
المشكلة الكبرى أن الأزمة لن تؤثر على البنوك الامريكية فقط وإنما قد تمتد للعديد من المصارف فى دول اوروبية اخرى، وحتى اليابان.

“دويتشة بنك” الألماني :
“دويتشة بانك” الالماني فى اعلانه عن نتائج الربع الرابع كان قد حذر من خسائر محتملة بسبب الانكشاف على هذا القطاع فى امريكا، ووضع مخصصات بنحو 123 مليون يورو من 26 مليون يورو بسبب الانكشاف على قطاع العقارات التجاري .
“بنك أزورا الياباني” :
الأزمة امتدت بالفعل الى اليابان، فقد اعلن بنك “أزورا الياباني” الذي خفض توقعات اجمالي العام من الارباح بنسبة 52 % متوقعا ان يحقق ارباحا بـ 164 مليون دولار اي حوالي 24 مليار ين، واليوم عدلها الى خسائر بحوالي 28 مليار ين، كما توقع البن الياباني تراجع الاصول بحوالي 6.6 % اي انها تتراجع دون المستهدف عند 7 %، كما تراجع سهم بنك “ازورا الياباني” فى بورصة طوكيو بحوالي 32 % فى خمسة ايام فقط، وكذلك خفض توقعات من الايرادات بحوالي 35 % بسبب ضعف العقارات التجارية الامريكية.
قطاع العقارات التجارية :
ويواجه قطاع العقارات التجارية حاليا أزمة كبيرة للغاية قد تلقي بظلها القاتمة على الاسواق، لاسيما فى ظل مشاكل عدة يواجهها القطاع من برزها، تراجع التقييمات، وانخفاض الطلب وتخمة المعروض، علاوة على زيادة عبء الديون مع ارتفاع معدلات الفائدة.
وكشفت التقارير الصادرة عن “جي بي مورجان”، بلغ حجم الديون المستحقة على القطاع ما قيمته 560 مليار دولار بحلول نهاية عام 2025، وبذلك فإن التخلف عن السداد سيكون فى حد ذاته أزمة مصرفية كبرى وعميقة، وفقا لـوكالة “تريب” العالمية .
وترى مؤسسة “جي بي مورجان” العالمية، أن من بين البنوك المحلية الاكثر ضعفا، هي البنوك الصغيرة ومتوسطة الحجم هي بالفعل فى أزمة خاصة اذا كانت منكشفة بشكل مباشر على هذا القطاع ، لذلك تبادر الى الذهن وبسرعة فكرة الاسراع فى الاندماج والاستحواذات حتى لا تتفاقم المشكلة التي على وشك الانفجار .
حيث تبلغ قروض العقارات التجارية نحو 28.7 % من أصول البنوك الصغرى، مقابل 6.5% من اصول البنوك العالمية الكبرى .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى